شارك فخامة رئيس الجمهورية، رئيس الاتحاد الافريقي، السيد محمـد ولد الشيخ الغزواني، اليوم الثلاثاء، في افتتاح أعمال الدورة ال 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث ألقى خطابا بالمناسبة تطرق فيه للعديد من القضايا الهامة.
وأكد صاحب الفخامة في هذا الخطاب، أن شعار هذه القمة "العمل معا من أجل النهوض بالسلام والتنمية المستدامة والكرامة الإنسانية للأجيال الحالية والمقبلة" يختزل بقوة ووضوح، أهداف ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، ويترجم في الوقت ذاته، عمق إدراك الجميع، لضرورة تعزيز التعاون، وتنسيق الجهود، لرفع التحديات القائمة، معتبرا أن ما يشهده العالم اليوم، من صدمات عنيفة، وأزمات غير مسبوقة، على مختلف الأصعدة، ليضعف كثيرا من قدرة الجميع، على الوفاء بالالتزامات في إطار أجندة 2030.
ودعا فخامة رئيس الجمهورية رئيس الاتحاد الافريقي، إلى ضرورة تخفيف عبء مديونية الدول الإفريقية الهائل، وتصحيح الاختلالات الجلية في منظومة المساعدة الإنمائية، وفي الحكامة الدولية، السياسية والمالية، وإلى تعزيز التعاون المتعدد الأطراف، مضيفا أن موريتانيا، جعلت من تحقيق أهداف التنمية المستدامة، هدفا مركزيا تتكامل في العمل على تحقيقه كل سياساتها العمومية، وقد تمكنت، وإن بنحو طفيف، من تحسين، مؤشرات العديد من أهداف التنمية المستدامة، كما يعكس ذلك تحسن ترتيبها بين الدول في التقرير الأممي حول التنمية المستدامة 2024، معتبرا أن ذلك جاء بفضل ما تم بذله من جهد مكثف في سبيل تكريس دولة القانون والمؤسسات القوية وترقية الديمقراطية والحريات الفردية والجماعية، واعتماد سنة الحوار والتشاور أسلوبا ثابتا لإدارة الشأن العام، ودعم استقلالية القضاء واعتماد الشفافية ومحاربة الرشوة وكل أشكال الفساد إداريا كان أو ماليا، وكذلك بفضل جهود موريتانيا المتواصلة لحماية وترقية حقوق الإنسان،مضيفا أن موريتانيا حافظت، وبفضل التنفيذ الناجع لاستراتيجيتها الأمنية المندمجة، على توفير الأمن والسلم والاستقرار على رغم ما فشا في المحيطين الإقليمي والدولي من عنف وإرهاب وتأزم سياسي واجتماعي.
وقال فخامة رئيس الجمهورية، إن بلادنا أطلقت عملية إصلاح واعدة لمنظومتها التربوية، هدفها تأسيس مدرسة جمهورية تجسد قيم المساواة والإنصاف، وتضمن للجميع في ظروف متماثلة تعليما ذا جودة عالية، يكون رافعة للترقية الاجتماعية.
وقال فخامة رئيس الجمهورية، إن لدى موريتانيا، قناعة راسخة بأن التعاون بين الدول، لا يكون مثمرا وفعالا إلا بقدر ما يكون قائما على الصداقة والثقة والاحترام المتبادل، وقد تم بناء سياسة البلد الخارجية على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والعمل على تعزيز التعاون والصداقة، وصيانة السلم والأمن الدوليين، ودعم القضايا العادلة بميزان القانون الدولي، ومواثيق الأمم المتحدة، والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
وأكد فخامة رئيس الجمهورية، على إدانة موريتانيا القوية لحرب الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في خرق سافر للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مطالبا بوقفها الفوري، معلنا تمسك موريتانيا بحق الشعب الفلسطيني في الكرامة والسيادة في إطار دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية طبقا لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة؛ وعبر فخامته عن استنكاره وإدانته لما يجري حاليا من اعتداءات إسرائيلية على لبنان، مطالبا بوقفها الفوري؛ كما دعا إلى إيجاد حل يصون وحدة وسيادة دولة ليبيا الشقيقة، و تعزيز الجهود الإفريقية ودعم الجهود الدولية في هذا الصدد؛ معلنا دعم موريتانيا لأمن واستقرار السودان الشقيق وسيادة وسلامة أراضيه، ودعوتها إلى تغليب لغة الحوار والعقل لحل المشاكل المطروحة، بما يفضي لوقف فوري للحرب وينهي المعاناة الإنسانية للشعب السوداني الشقيق ويضمن احترام القانون الدولي الإنساني؛
وعبر فخامة رئيس الجمهورية عن حرص موريتانيا على السعي الجاد للوصول إلى حل سياسي يصون وحدة الجمهورية العربية السورية الشقيقة واستقلالها وكرامة شعبها وحقه في العيش في أمن وسلام؛ معلنا دعم موريتانيا للشرعية في اليمن الشقيق ودعوتها إلى انتهاج سبل الحل السلمي وفقا للمبادرات العربية والقرارات الدولية ذات الصلة.
وقد حضر الجلسة إلى جانب فخامة رئيس الجمهورية، كل من معالي الوزير المكلف بديوان رئيس الجمهورية السيد الناني ولد أشروقه، ومعالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج السيد محمد سالم ولد مرزوك، وسعادة سفير بلادنا لدى الأمم المتحدة السيد سيدي ولد محمد لغظف، وسعادة سفيرة بلادنا في أديس أبابا السيدة خديجة أمبارك فال. كما حضر اللقاء، السادة: صالح ولد دهماش، مكلف بمهمة برئاسة الجمهورية؛ محمدو ولد امحيميد، مستشار برئاسة الجمهورية، التاه ولد أحمد مولود، مستشار برئاسة، الجمهورية؛ وحسني ولد لفقيه، مكلف بمهمة في وزارة الخارجية والتعاونوالموريتانيين في الخارج.