بسم الله الرحمن الرحيم
أي ذنب تقترفه موريتانيا؟
فأي منا لا زات أذانه متشنفة من ترديد اغنية المرحوم الياسين ولد نانه (كانت موريتانيا عسل ) مع ان البلاغين يرون –كان تفيد الدوام والاستمرار فعن أي موريتانيا كان يتغنى وبغض النظر عن أي لون او طعم لموريتانيا فإني اردد مع القائلين (بلادي وان جارت علي عزيزة * واهلي وان ضنوا علي كرام ).
فكيف كانت موريتانيا وماهي الآن ؟
ففي الماضي كان سكان هذ الحيز (اهل وبر ) متنقلين ينتجعون الغيث في رحلة مع الزمن او مع فصوله , لا تنضبط الحركة لديهم بضوابط لغياب جهة تعني بذألك .
يتداول الحديث عن امارات تتقاسم المجال , غيران شكلها التنظيمي ومكانة الفرد داخلها ليست كما في الدولة الحديثة, يعتنق السكان الدين الإسلامي ومن شيمهم الورع والتقوى والزهد وتحكم العلاقات فيما بينهم بعض الأعراف والعادات ومن القيم الفاضلة المروءة والشهامة المانعتين من السقوط في السفاسف .
ومع انها بلاد ( منارة ورباط ) ومحاظر وزوايا صوفية لقد كانت تنشب بين الأهالي حروب دامية وبدون وازع (من سلطان ولا قرآن ) .
مع وجود علاقات علمية وروحية بين تلك المحاظر والزوايا المغاربية والمشارقية . فإنه لم يتأكد وجود تماس مع (سلطة المخزن ) فلم يكن لدى سكان هذا الفضاء أي تصور عن سلطة لدولة ( حارسة ) (اومتدخلة ) وان تعرفوا لاحقا على دولة استعمارية او بشكل ادق مع إدارة استعمارية, فكيف كانت تلك العلاقة ؟ هي علاقة صدامية او متوترة كما ساد , فلم يأتي الاستعمار لتمدين الشعوب ولا لنشر السلم الأهلي بينهم . –كان هدف ذالك الاستعمار ولازال نهب ثروات تلك الشعوب وقد جعل منها اسواقا لاستهلاك منتجاته الصناعية .
لقد كان هذا المستعمريقوم بفرض قراراته بالقوة لأخذ الضرايب والتجنيد (فرص ) وان مكنت حياة الترحال هؤلاء القوم ان يتخذو مسافة على بعد عن مجال هذا الغريب المفارق في الدين (الكافر)
ولقد كان يوم وصول اي واحد من ( كوميات ) ليحي بدوي نذير شؤم .
وبرحيل ذالك الاستعمار قامت الدولة الموريتانية , ونحن على يقين ان الكثير من ابنائها عند ماسمعوا لأول مرة (يامورتانيا اعليك امبارك الاستقلال ) كانوا بحاجة الى من يشرح لهم مد لول كلمة استقلال .
غير ان الذين يفهمون لها معني عليهم يرددوا ماذا بعد ؟
فهل الاستقلال هو مجرد ان يتوفر علم اخضر بهلال ونجم ذهبين؟ اوان نتوفر على العناصر القانونية لدولة؟ , يتوقف تحديد ذالك المضمون على إمكانات وطموحات النخبة التي حكمت البلد ,وان وجدت من يخالفها الراي .
حكمت البلاد غدات استقلاله نخبة متعلمة باللغة الفرسية وتحمل جزءا من ثقافتها السياسية والقانونية , فهل كان يرجي من هؤلاء تقديم البديل ؟ لقد تم وصفهم بالآباء المؤسسون او أبناء بررة . ومن وجهة نظر شخصية فكان لهؤلاء خصلتين اثنتين : لقد يكون لديهم تصور لمفهوم الدولة, علاوة على خصلة احترام المال الحرام .
لقد خلف من بعد هؤلاء خلف اقام بقلب طاولة .
لقد عاشت موريتانيا تحولات سياسية عديدة ابرز مظاهرها التحالف بين (العسكر وراس المال ) في ماتنازلت القوي االسياسية التي سعت للتغيير يوما ما . عن طموحاتها السياسية ومبادئها لتتماها او تذوب داخل هذا النظام او ذالك .
لقد تعرضت هذه القوي عبر تاريخها للسجون والمنافي , او الاقتلاع التعسفي من وظائفها في الدولة كما قدمت الشهداء وقل ما تجد اليوم من هؤلاء من لايزال متمسكا بأرائه ومواقفه وبشكل عملي وعلني , اقد تميزت بقصر النفس النضالي , وقد تساقطت رؤوس تلك الكيانات مع كل نظام (كتساقط الأوراق في الغابات ) وكان البديل الموضوعي ليرثها (تصاعد النفس ) القبلى والشرائحي .
كل ذالك تمت( تبيأته) في ظل تراكم الفساد المالي ذالك الفساد ان اردنا له تعريفا فهو صرف المالي في غير موضعه ..
وان يكن عبد الرحمن الكواكبي يرى ان الاستبداد اصل لكل فساد فإن الفساد المالي هو اصل كذالك للعديد من أنواع الفساد.
لم يعد موضوع الفساد في بلدنا اليوم مجرد حكايات معارضة ( ذالك الا امراد المعارضة ) ولا شائعات المدونين فلم يعد يحكيه احد على احد, غير ان المتحدثين عنه لم يكلفو انفسهم عناء البحث عن الأسباب والعلاج ,وكان من اللازم الايجابة عن من يصنع الفساد والمفسدين؟ اليست الإدارة الفاسدة او السياسة الفاسدة او هما معا .
فلم تضع القوانين ولاالمحاكم حدا لهذا الداء ولاحتى روابط العلماء ومجالس المظالم .
فهل علينا علينا ان نستجلب له دواء مزورا او نداويه ( بالتى كانت هي الداء ) ؟
وفي الختام فإن للفساد من يحميه ويستفيد منه, والذي يعيد انتاجه.
ويبقي اكبر المتضررين من اثاره هي غالبية عامة الشعب من ذوي الدخل المحدود من افراد طبقة المتوسطة او من سكان الأرياف والقري المساكين الذين ولازالت بعض ضروريات الحياة كمالية بنسبة لهم, كالماء الصالح لشرب, والدواء والتعليم ونحن اليوم نعيش أيام ذكرى الخامس وستين لعيد الاستقلال نتساءل عن أي ذنب جناه هؤلاء .
محمد الحسن ولد احمد