وكلما تقدمت بك السن
ستلتمس العذر لغيرك..
وستفهم ان أمور الحياة بقضها وقضيضها عابرة وسخيفة جدا..
حتى الاحقاد المقدسة،
تلك المشاعر العظيمة التي تكسبك الصلابة ،
ستفقد مع الوقت كثيرا من زخمها وبهائها...!
حين اخلو بنفسي بعيد هزات هذه الاكذوبة -التي تدعى الحياة- اعترف
انه يوجد دوما ما يستحق ان نعيد اكتشافه.
اذ في زوايا خفية.. من كل انسان هناك شيء مستساغ ومقبول.
طهر الملائكة هو الوجه الآخر لرجس الشياطين..
وتلازم تلك الجدلية هو سر الحياة الاعظم.
سامحوني فكثيرا ما تنتابني نوبات التفلسف الاحمق !
لا ملاذ للبقاء غير السماحة..
والسماحة هي تمثل الآخر واستيعابه ،
انها قياس مباشر على عهدة المناطقة.
فلا تستسخفوا القياس ابدا..
وكيف وهو يقتل كل يوم سقراط..؟
وحسب سخرية بول فاليري..
فهو الطريق المؤدى للعصيان والرفض.
ابليس -عليه لعنة الله وغواية البشر- كابر كثيرا وعاند..
مستندا على القياس الشهير المفضى للملاحظة الملعونة :
أنا من نار.. وهو من طين..
فكيف لي ان اسجد له..؟
هكذا ابى ابليس واستكبر
وقال لا في وجه من قالوا نعم..
وظل روحا أبدية الألم ..
ومات بدخانها أمل دنقل
على رصيف شارع موحش..
مات وحيدا ..ومعوزا..
وبكامل غروره ومكتمل جنونه.
سكان هذه الصحراء ..لم يعبدوا غير الله
منذ نيف وألف سنة ..
لكن علاقتهم بابليس ظلت ملتبسة وغامضة ومنذ الأزل...
لم يسجدوا له لكنهم..
خروا مغشيا عليهم من فرط نيرانه اللواهب.
اكتشفوه في لحظ العيون..
وفي النظرات المنسكبات على الرمل الحريري الاصفر..
وتغنوا به جهارا نهارا..
على كبد من أحب..
وكبد من كره.
جعلوا له قداسا مستمرا يفرغ الكلمات من فحواها..
ويبدلها بغيرها..
حتى صار التلعين عليه ملاعبة وصبابة معلنة.
اللهم ألعنه..
اللهم أخزه..
اللهم احفظنا منه..
وأعطنا الصبر والمصابرة على المساخات..
وقت تقييده..
وتصفيده..
وحبسه.
عليه لعنة الله..