كان بإمكاني لو رغبتُ أن أصبح من الأثرياء، دون اللجوء إلى اقتطاع مرتب باهظ أو إلى اختلاس الأموال العمومية أو الرشوة. فكيف ذلك؟ يكفي لتحقيق هذا الهدف أن أحتفظ لنفسي، وبكل بساطة، بالهِبات التي قُدّمت لي شخصياً مِن قِبل بعض نظرائي رؤساء الدول، وهو ما لم أفعله قط. فلماذا تصرفت على هذا النحو
إن السبب في هذا يعود من جهة إلى أن غشاوة الثراء المادي لا تعلو ناظري.. ومن جهة أخرى إلى أنني أعتبر تلك الهبات مرتبطة بوظيفتي لا بشخصي، وبالتالي فهي ليست ملكاً لي رغم التحديد الواضح من المانحين
وبعد أن أمضيت في السلطة 21 عاما وشهرين، كانت ثروتي يوم 10 يوليو 1978 تتكون من فيلا في نواكشوط مسجلة عقاريا بإسم مريم وتم بناؤها بقرض من البنك الموريتاني للتنمية، ومبلغ قدره 340 ألف أوقية في حسابي المصرفي في انواكشوط، وهو المبلغ الوحيد لدي...وقد كنت فقيرا وسعيدا رغم ما للفقر من مصاعب عندما تنحيت عن السلطة وأنا أقرب إلى الفقر مما كنت عليه يوم تقلدتها "
المختار ولد داداه/ موريتانيا على درب التحديات