لابد للحاكم من توقي سوء ظنون الناس ،فهو كالرأس الذي يألم لألم الأعضاء،فيجتهد بإبعاد كل من يجلب الضرر، ويختار من الأعوان من كان سهل الطبيعة ،مألوفا بالبر والرحمة والرأفة وصالح الأفعال، يعمل بصدق ،فيستعطف قلوب الجميع إليه، فلا يخاف احد أن يقصّر به عن مرتبته، ولا أن يحرمه في شيئ يستحقّه.
فالحاكم الحازم لا يجعل وزيرا أوسفيرا إلّا عاقلا فهما مفهما، صدوقا لا يورد عليه كذبا، يحسن الأداء إليه والأداء عنه.و القاعدة أنه بالنية الحسنة يصيب العمل سبيله لأن الأعمال بالنيات وإنما لكل أمرئ مانوى ...