مالم يعرفه الإعلام الرسمي ممثلا في : قناة الموريتانية بكيفه (افتتاحية)
يبدو أنه غاب عن قناة الموريتانية بكيفه أن التغطيات الإعلامية الجيدة هي التي تعمل على توثيق الأحداث بزوايا فنية، تصنع معها قصصاً وليدة اللحظة، تلقي الضوء على فعالياتك وتروي تفاصيلها الصغيرة برؤية إبداعية، لتبني جسور تواصل بينك وبين جمهورك المستهدف من شتى أنحاء العالم، فتخلد المشهد وتوثق الحدث. هذا الغياب المعرفي عن هذه القناة جعل من مادتها الاعلامية المقدمة محل سخرية للمتلقي، وسبب عزوفا كبيرا لساكنة كيفه ولعصابه عموما عن متابعة تغطياتها .
فهذه الوسيلة الإعلامية اللتي كان من المفترض ان تكون أداة فعالة في تنوير الرأي العام وتثقيف المواطن تبين عجزها فكانت مصداقا لقول الشاعر :
لايرجى الو ضع من حبلى مخادعة ::كانت وكان الذي ببطنها ورما
إن من يحجب الأصوات القادمة من رحم الشعب ،وهي الأصوات التي يعشقها المشاهد ،لأنها منه وإليه فإنه يحاول عبثا نسف جبال لعصابة العالية وتكميم أصوات اسواقنا الشعبية وضجيج شوارعنا...
وكمن يريد حجب الشموس الساطعة بغربال متهتك ...
إن صوت مدينة كان وسيظل رفيق سكانها غير مبحوح ولامنقوص يفرح أهل كيفة فتنبسط قسمات وجوههم لأنهم يعشوقنه ويبشرهم ولاينفرهم ...
إن البرامج الإعلامية للموريتانية بكيفة لم تعد تقدم مفيدا ، ولا تكسب مريدا...
والسبب انها الوسيلة الإعلامية، للأسف، التي لاتتسم بالأخلاقيات المهنية الصحفية الشريفه ، والتغطية الإعلامية النزيهة ، فتجدها أثناء تغطية حدث تبحث عن فتاة الحدث وتغيب جوهره ،لحاجة في نفس يعقوب، وبشمركة الإعلام الرسمي .
فتلتقط صورا لزيد تلميعا وتغيب صورا لعمر استهتارا. تنقل خطاب بكر وتتجاهل خطاب تميم . مما يجعل المتلقي الذي حضر الحدث معها يتسائل من أين جاءت هذه الوسيلة الإعلامية بهذه التغطية .
إن اعلاما كهذا لا يرقى لتنوير وتثقيف المجتمعات بل الأجدر بالدولة أن تسرح الأيادي التي تفعل هذه الفعلة أوتوظف أصحابها في مهام اخرى ...بعيدا عن الرسالة الاعلامية المقدسة.