حطَّت اليوم في مطار نواكشوط طائرة من نوع انتونوف 124 وهي أضخم ناقلة في العالم، بعد مغادرتها البارحة مدينة هيوستن حاملة معها "رأس بئر" سيتم استخدامها لإغلاق البئر رقم A-02 التي تمت ملاحظة تسرب خفيف بها.
وكان فريق تقني قد زار مطار نواكشوط بالأمس للتأكد من مواصفات المدرج وقابليته لاستقبال هذا النوع من الناقلات..
ولكن، ما الذي حدث بالضبط ؟
في يوم 19 فبراير تم إرسال "روبوت" مزود بكاميرا للقيام بجولة روتينية في آبار المشروع الأربعة : A-03 و A-04 قيد الخدمة وكذلك A-01 و A02 الذان لا يزالان مغلقين.
وأثناء الجولة لاحظ أحد المهندسين فقاعات خفيفة (bulles) تنطلق من البئر A-02 علما أنها يجب أن تكون مغلقة بشكل كامل. فورا تم أخذ عينات وتأكد المهندسون أن المادة هي الغاز ولكن بكمية ضئيلة لدرجة أنها لم تصل سطح البحر..
تم إخطار الحكومة الموريتانية التي طلبت من شركة BP تقديم الحلول. فأجابت الشركة أن هنالك طريقتين للتغلب على هذه المشكلة :
الحل الأول وهو الأقل تكلفة ولكنه يتطلب وقتا، أن يتم تشخيص المشكلة التي يُحتمل أن تكون عطبا في رأس البئر أو ما يسمى Tête de puit وعند التأكد من ذلك يتم استبدالها.
أما الحل الثاني فهو شراء رأس أكبر ووضعها على الرأس الأصلية، وهو حل جذري لأن التسرب سيتوقف بشكل نهائي وسريع، ولكن هذا النوع من الحلول باهظ التكلفة.
جاء رد الحكومة الموريتاني بشكل سريع وحاسم : "نطلب بشكل واضح حل المشكلة بشكل جذري وفي أسرع وقت ممكن، مهما كلف الثمن".
وترجمة الكلمة ليست دقيقة لأن العبارة التي تم استخدامها أقل ديبلوماسية..
وهكذا تم شراء الرأس الكبيرة ووصلت بالفعل وسيتم نقلها اليوم من المطار إلى الميناء ثم نحو حقل السلحفاة..
وجدير بالذكر أن بورصة لندن لم تسجل اليوم أي هبوط في أسهم شركة BP كما أن هذا التسرب الخفيف لم يتم الحديث عنه في الصحافة الأجنبية..