انواكشوط :قصة مرعبة (صور)/محمد فاضل جعفر

اللهم لاتكلنا علي أنفسنا ولا علي أمننا طرفة عين

الليلة الساعة التاسعة وإثنان وعشرون بالضبط كنت ذاهبا إلي المسجد مسرعا لأني تأخرت في الوضوء وإحتمال أن تفوتني الركعة الأولي 
خرجت من المنزل وعندما قطعت حوالي 8 أمتار دخلت مع الشارع سيارة تسير بسرعة جنونية أظنها من نوع فورد فوكيس موديل 2012 إصانص
كانت هناك إمرأة تصرخ صراخا عاليا لكن النوافذ كانت موصدة 
فجأة توقفت السيارة وفي رمشة عين فتح بابها ورمي منه طفل رضيع بعمر السنتين تقريبا أو أقل من ذلك
وتلته أمه يبدو أنها تصارع أحدا في السيارة 
هرعت مسرعا إليهم لأنني كنت الوحيد في الشارع , وعندما لاحظ  سائق السيارة وجودي إنطلق بسرعة جنونية ولولا عناية الله لكان رأس الصبي تحت عجلة السيارة ,
الطفل وقع في بركة مياه وطين والأم بقي ساقها معلقا بالسيارة تجرها أمتارا وفي النهاية أفلتت منها وكانت يدها اليسري تحت عجلتها , يا إلهي ماذا أفعل هل  أذهب إلي الصبي أم الأم الجريحة التي تتصبب دما خصوصا من فمها
, إلتحق بنا حارس قريب من المنزل وزرجته ,وخرج جار آخر لنا  ركب سيارته وحاول اللحاق بسيارة المجرمين
لكنه لم يتمكن من اللحاق بها
خرج جمهور الحي وبدوأو بالتمجع حولنا
اتصلت بالشرطة علي الرقم 117 و 190 
و رقم  الشرطة في أنواكشوط الغربية التي يتبع لها الحيز الجغرافي للمنطقة 80001501
وأنواكشوط  الجنوبية 80001502 و الإطفاء 118
و 119 و حتي الإسعاف 101
الأرقام جميعها لاتجيب
حاولت مرارا وتكرارا لا كن لاجديد
عندها ركب أحد الجيران سيارته وذهب إلي مفوضية تفرغ زينة قرب توتال وعندما حكي لهم عن الحادثة حسب قوله قالو بأن الأمر لايعنيهم وليس في حيزهم وبأن عليه أن يذهب لمفوضية الشرطة قرب Bigmarket  هو الذي يعنيها , تصورو معي هذا !! ألم يكن بإمكانهم الإتصال عليها هم من هاتفهم وإبلاغها بالأمر
المهم رجع إلينا بخفي حنين 
عاودت الإتصال دون جدوي
وفي الأخير إتصلت بالدرك علي 116ورغم أن الأمر لايعنيهم وليس في منطقتهم فقد تجاوبوا معي وقالو بأنهم سيتصلون بطريقتهم الخاصة بالشرطة ويبلغونهم بالأمر
لم يطرأ جديد والمرأة بدأت في الغياب عن الوعي والطفل يبكي بحرقة
بعد حوالي 45 دقيقة إتصل علي رقم يبدوا أنه من الإسعاف 101
يستفسر عن المكان بالضبط وفي حوالي 8 دقائق وصلو إلينا
حملت معهم المرأة والطفل لداخل سيارتهم وبدأو مشكورين في الإسعافات الأولية
أعطو المرأة حقنا وبدوا بتحضريها 
يبدوا أنها تعاني من آلام علي مستوي البطن والصدر
الصبي مازال يبكي
الكل في حيرة , المرأة تستفيق تارة وتارة تبكي 
اعطتها الممرضة الهاتف وقالت لها أن تكتب رقم أهلها وفعلا كتبته والدموع تملأ عينيها 
كانت ممرضة إنسانية وأخلاقية وهي تحاول طمأنه الأم علي صغيرها وأنه لم يصب وبأنه في أيد أمينه
بعدها إنطلقت سيارة الإسعاف إلي المستشفي ولم تحضر الشرطة لمعاينة مكان الجريمة لحد كتابة هذه الأسطر !!
علما بان المكان توجد به حوالي أربع كاميرات مراقبة وتغطيه بشكل جيد لكن لاحياة لمن تنادي 
مكان الحادث طريق انواذيب غير بعيد من حمام النيل في الجهة المقابلة له

الله لاتكلتنا أعل أمن ذ كيفتو  
هذا أراهوالكم يوجع وفوسط العاصمة  وفمنطقة يالتها تعود  هي أأمن منطقة منها
فمابالكم بالمناطق النائية من العاصمة

كتبت هذه الأحرف وهي علي مسؤوليتي لأنني كنت شاهدا وأقول الحق وحده   والله علي ما أقول شهيد

ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم