“لغن” بين عبث التسلية وخواء المضمون/ الداه شبخاتي محمد رارة

“لغن” بين عبث التسلية وخواء المضمون/ الداه شبخاتي محمد رارة إنّ الناظر في فضاء الساحة الثقافية والمتتبع لحركة “لغن” فيها والمتعايش مع منتجيه حري به أن يلحظ مدى أهمية ذلك الفنّ الجميل. وقد لُوحِظَ في الآونة الأخيرة الاشتغال به من قبل جيل الشباب، فما هو “لغن”؟ وماهو الدور المُناط به؟ وكيف عاش بين عبث التسلية وخواء المضمون؟. يُعرَّف “لغن” بأنه شعر اللهجة الحسانية مع مايمتاز به من خصوصية في البنية الوزنية، وثنائية التقفية، وقد شاب بدايتَه-كما شاب الشعر الفصيح- ذلك الغموض، ويقال إنه وصل مرحلة النضج بداية القرن 12هـ مع كوكبة من المبدعين امثال سدوم ولد انجرتو، ونفرو ولد محمد جدو، وولاد مانو، وولد آگمتار وغيرهم. وقد لعب دورا بارزا في تحديد هوية المجتمع البيظاني من حيث اللغة(اللهجة الحسانية) والفضاء الجغرافي ومن حيث نمط العيش وبعض العادات والتقاليد. كما نقل إلينا تلك الملاحم الجميلة وخاصة غرض اتهيدين كما في التاسياديت، والصولَة، والقصاص، والرسل، والنفاظة..إلخ ومن الملحوظ أن هذا الدور الذي لعبه من الأهمية بمكان حيث شكل وثيقة تاريخية، وعرّف بهذا المجتمع، وبثقافته، وبيئته، ونمط عيشه، وحربه، وسلمه. لكن الملحوظ اليوم هو عزوف هذا الفن عن وظيفته الرسمية حيث أصبح مجرد تسلية للمجلس (ترف المجلس)،والبرامج التلفزيونية، ووصلة عبثية بين الموسيقى والشعر في بعض المهرجانات. وحين تنظر إلى مضمونه لن تجد تلك الرسالة الموجه ولا ذلك الاحساس المنبعث من هموم الوطن، ولا روح المواطنة، مجرد هذيان مراهق يصبو إلى مراهقة أو عجوز قد أثقل كاهله همّ المرجل أو مقلد لبعض ما كان عليه القوم أيام البداوة مع مايصاحب ذلك من ركاكة في الأسلوب وضعف في التعبير وتباين بين الزمان والمكان. وفي هذا الجو يعيش “لغن” مرحلة من الضعف والوهن جديرة بأن تُفحص، وأن يقدم لها بعض الحلول لكي لايظل “لغن” خارج إطار الزمن، وعالة على المجتمع من حيث يمكن أن يفيده.