صورتان حملهما التناقض الصارخ في التفاعل مع يوميات طوفان الأقصى،،
١ - صورة توضح التفاعل الإيجابي للشبيبة العربية التي ولدت في الولايات المتحدة الأمريكية، ودول الغرب الأوروبي، واستراليا، وكندا.. حيث مارست - و تمارس - حكوماتها دور الحامي للكيان الصهيوني، وتزويده بالسلاح، والدفاع عنه في المؤسسات الدولية: القضائية، والحقوقية، والسياسية، والمالية..
ورغم ذلك، كان دور الشبيبة العربية في المهاجر، تثوير المؤسسات العلمية، عبر نقاشات طويلة استغرقت ستة أشهر، حتى توجت بهذه الحراكات الشبابية في الأكاديميات التي ترجمت وعيها في المواجهات الحالية في أكثر من جامعة …
وهنا توحدت الجبهات التي طوقت قوى العدوان ، وكانت امتدادا لطوفان الأقصى دفاعا عن غزة، وعن القضية العربية في فلسطين، وقد أصبحت بمثابة مركز البركان الذي ينشر الرسالة الانسانية في الرفض للسادية القاتلة للنوع البشري الذي لم تتحمله المجتمعات المعاصرة ، وكان أول من واجهها خارج الوطن العربي، هو القيادات الوطنية في امريكا اللاتينية، وجنوب افريقيا التي استجابت لمبادئها التحررية في مواجهة الصهيونية العالمية، ووكلائها في الغرب بقيادة امريكا، وسنرى ماذا سيواجه به الوكلاء وربيبتهم، هذه الجبهات التي فتحت من الداخل، واشتعلت بصرخات شبيبتها التي قادها زملاؤهم من الشباب العربي الذي كان وعيه التحرري القومي صادقا في توظيف القيم الانسانية بعد أن اصبحت شعارات جوفاء تداس بسياسة الحروب المفتوحة على مجتمعاتنا في فلسطين، واليمن، وسورية، وليبيا، والعراق، والصومال ..
٢ - صورة قاتمة لا تكاد، ترى ملامح لها، وهي تعكس غياب الوعي لدى الشبيبة العربية، ومجتمعاتها بعد هذا التماهي الشائن مع سياسة الانبطاح، والخنوع للإملاءات التي يلهث خلفها قادة انظمة الحكم في الوطن العربي من الربع الخالي في السعودية، إلى الربع الأخلى على شوطئ الاطلس العربية..
ولا نجد مبررا لتغييب دور الوعي عن تثوير الشباب في الجامعات العربية، ومجتمعاتها التي تواجه تحديات ما لها من أوجه شبه لجعل مجتمعاتنا، وشبيبتها، وكذلك حركاتها السياسية التي لا تنتمي بأي مقياس لهذا العصر، وثوراته السياسية، والاجتماعية، والعلمية، والرقمية نظرا لأن الأخيرة، تميزت بالحضور الفاعل، و التفاعل الإيجابي مع الأحداث العالمية بله الوطنية، والوقومية، والانسانية، الأمر الذي لم ينعكس على واقعنا العربي، ومواتواجهه الأمة من حرب مصيرية، يجب أن تشارك فيها مجتمعات الأمة كل في موقعه في مواجهة امريكا، والغرب عبر سفاراتهم، وضرب مصالحهم في مختلف أقطار الوطن العربي.. وهذا مطلب متجدد، وحق الأمة على ابنائها أينما كانوا…
٣ - لا مجال لقبول هذا الواقع العربي الذي غيب حضور مجتمعات أمتنا العربية في هذا المشهد الموحد لأول مرة من المحيط الى الخليج، فأصبح لا فرق بين المراكز الحضارية بمجتمعاتها المدنية ذات الوعي المتطور منذ البشائر الأولى للنهضة العربية في القرن التاسع عشر..والمجتمعات العربية الطرفية ذات الروح الرافضة للمهانات، والهنات، والتطاول على الكرامة الوطنية، والشرف العربي الذي يمثل روح الرفض ، ومواجهة كل ظالم، ومتجبر محليا كان، أو عدوانيا، استعماريا…