لا يسألون من أين اتى الترك الى الأناضول، من أين أتى الهندي الى الهند، من أين أتى الروماني و الإغريقي لجنوب أوروبا،من أين أتى الفراعنة الى مصر، من أين أتى البابليون إلى بابل، من أين أتى الجرمان و السلاف و الانجل و السكوتش و الايرش لشمال أوروبا، لا يسألون من أين أتى الروس إلى شمال آسيا، لا يسألون من أين أتى التتار إلى وسط آسيا، لا يسألون من أين أتى المغول و الصينيون إلى شرق آسيا، لا يسألون من أين اتي اليابانيون الى اليابان ، لا يسألون من أين أتى الأفارقة إلى إفريقيا، لا يسألون من أين أتى الفرس إلى وسط آسيا ...
لكنك ستجدهم يسألون من أين أتى العرب إلى بلاد الرافدين، من أين أتى العرب إلى بلاد الشام، من أين أتى العرب إلى مصر، من أين أتى العرب إلى الصومال و موريتانيا و شمال إفريقيا تخيل أنهم يغضون الطرف عن أصول كل الأمم بما فيها دولة أمريكا الجديدة التي بنيت على جماجم و دماء السكان الأصليين، لكن أنت كعربي يفتشون في تاريخك، و يطالبونك بتحليل جيناتك، و يبحثون في حضارتك لمعرفة من أين أتيت , ترهبهم حقيقة أنك أصل البشرية و أساس الحضارات.. و كل ذلك فقط لكي يبرروا عمالتهم و ارتزاقهم للغرب، وحقيقة أن ما يدعونه يضعهم في منزلة الخونة المتآمرين على وحدة أراضيك، لذا دائمًا ما تجدهم يحاولون التشكيك في أصولك و لو أحضرت لهم ألف دليل.
دائما يحاولون نسب العرب إلى جزيرة العرب، و يحدّون جزيرة العرب ضمن إطار السعودية، بل و لشدة وقاحتهم دائمًا ما يحاولون نسب كل إنجاز عربي للأجنبي و الأعجمي، و لو لم تثبت عروبة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لأعجموه أيضًا.
يفعلون كل ذلك للتنفيس عن عقدة ستلازمهم إلى الأبد إن لم يتصالحوا مع هويتهم الأصلية و يفككوا كذب ما يدعونه ...
شاهت الوجوه...
محمد نجيب نبهان