نار تنبدغة.
لعمري خليق بالإشادة، وجدير بالتقدير والإكبار ذلك الوعي الجمعي الذي أسفرت عنه أزمة الكهرباء في تمبدغة، فالمجتمعات تُعري الأزمات مكنونَ نفسها، وتظهر مدى وحدة أفرادها، وإلمامهم بحقوقهم، وكيفية المطالب بها برُقي وتحضر.
وقد ضربَ شبابنا في تمبدغة المُثل العليا فيِ الصمود أمامَ الظُلمِ، والرقي بابتكار سُبل الاحتجاح والاستنكار.
نارٌ أشعلوها في مكان معلوم، واجتمعوا عليها حِلقًا حِلقًا، وللنار رمزيتها في موروثنا الإنساني، فهي نور يُضيء طريق التائهين في دُجا الليل الحالك، ولهيبٌ حارق يُعبرٌ عمّا في الصدور الحرة من غيظ، ورفضها للغضاضة. فالكريم إذا غضب زمجر أولاً، قبل الوثبة الأخيرة، وعلى المسؤول أن يفهم.
وهي وسيلة كذلك للتذكير بالعقاب السماوي المعلوم، كل مظاهر الظُلم والتقصير في حقوق الناس، ما خصّ منها وما عمّ، في يومٍ خابَ فيه من حمل ظُلمًا !
فنارُ تنبدغة هي تعبيرٌ حضاري عن كل ذلك، وآنَ أوان أن تُطفئ تلك النار، وتستحيل رمادًا، وتبرد القلوب، وتُردَ الحقوق، وتُقضى الحاجات، ويتحمل المسؤول مسؤوليته، وتعود الحياة في هذه المدينة الحيوية إلى سابق عهدها، رضًا وسكينة !!