اللهم اني أعوذ بك من نفس لا تشبع

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(اللهم اني أعوذ بك من نفس لا تشبع) .وقد كثرت في أيامنا هذه البطون التي  لا تشبع، فقد تشابهت قصصننا مع  قصة "تارار" الفرنسي الذي   تجاوز حدود الشهيّة الطبيعيّة. فقد أدهشَ "تارا" الأطبّاء  بقدرته على تناول كل شيء، فهو يملك شهية هائلة جعلته أشبه بمكنسة كهربائية بشرية.

تقول القصة أن "تارار"  ولد في فرنسا في القرن الثامن عشر، حيث عاصر الثورة الفرنسية، ولم يشارك بها لكونه كان منشغلاً بملئ تجويف بطنه الذي لم يسدّه شيء!! ويُقال إنه كان يستطيع تناول رطل من اللحم النيء في لحظة واحدة، ومع ذلك، لم يكن يزن أكثر من 45 كيلوغراماً. وكانت هناك شائعات تقول إن "تارار" استنزف مخزون القرية من اللحم في وجبة واحدة، تاركاً السّكان يتساءلون إذا كان لديه معدة تعادل حجم حقيبة سفر عملاقة.

لم يكن يملك المسكين وجبةً مفضلة، كان يريد إسكات جوعه فحسب، وقد وصل به الأمر أن أكل الفخار والحجارة والفئران والجرذان والقطط النافقة، كان يجول حول حاويات القمامة ويأكل كل ما طالته يده، ويطوف حول مكبات النفايات ليأكل كل مايجده أمامه.

انضمّ "تارار" إلى فرقةٍ استعراضية ليأكل ما يتحدّاه الناس لأكله، وكان يفاجئهم دائماً بأنّه لايردّ شيئاً؛ حتى أنّه أكل الخراء بأنواعه كلها، الطري واللزج واليابس والمتحجر..

لسوء حظ "تارار"، لم يكن المجتمع العلمي متقدماً بما يكفي لفهم حالته. فقد وضع فريق من الأطباء الفضوليّين "تارار" تحت الاختبار ليروا إذا كان يمكنه بالفعل تناول أي شيء. تعامل تارار مع هذه الاختبارات وكأنها مجرد تحدّيات ممتعة، حيث أظهرت اختباراتهم مدى قدرته على تناول أشياء متنوعة من الضفادع والسناجب والثعابين المائية حتى طاولات الولائم بالكامل.

أما المفاجأة الكبرى، فقد كانت عندما تسلّل تارار ليلاً إلى المشرحة حيث أكل الموتى المساكين الذين لم ينالوا بعد شرف الدفن فالتهم فك "تارار" المفترس لحمهم المتفسخ!! والطامة الكبرى كانت عندما دخل غرفة الحواضن وأكل طفلاً حديث الولادة دون مضغ!!  وبالفعل، لم يكن "تارار" يمضع، بل يبلع كل شيءٍ بلعاً، وكان جلده قابل للتمدد بشكل مذهل، وفمه يتسع لخمس تفاحاتٍ دفعةً واحدة!!

في نهاية المطاف، أصبح موضوعاً للعديد من الدراسات والتحقيقات الطبيّة، فقد كان شخصيّة تتحدى المنطق، وأثبت تشريح جثته بعد موته حقائق مُفزعة عن جهازه الهضمي. لكنه بقى في ذاكرة التاريخ كرمز للجوع الغريب، وأنه على الرغم من كل شيء، يبقى "تارار" الإنسان الذي لم يشبع أبداً.

ويشبه "تارا "كثيرا  جني ولو عو الذي يحكي هنا عن نهمه الجنسي  غير الائق. ولعل هذا الجني هو "تارا "أو  ابنه أوابن عمه ام هم جميعا من عائلة انوفل التي تتشابه في النهم وعدم الشبع.
وتقول حكاية "انوفل " انه يرمي بأربعة من أصدقائه شجرة الدوم ليجني  بهم ثمارها  وقد توصل الممثل بط مكعور في إحدى روائعه التمثلية إلى أن" تارا "موريتانيا ، بعد أن أجرى عملية له ، يوجد في بطنه دور ومشاريع وشرائك وحفارات وقصور ،كل ذلك في بطنه الذي يتسع لكل شيء فأي "التارات" حطم الرقم العالمي" تارنا " ام تارهم؟

يحيى ولد بيان