كتابة شاعرية،،تفيض عواطف، وتمجيدا متيما، لاستحضار الماضي المستنير....ولا بأس في ذلك. .........

فعلا، تأسست مدينة شنقيط، وتجمع أهلها في شكل قرية صغيرة، وازدهرت عمرانيا، وصارت حاضرة للعلم الذي شدت الرحال إليه في حاضرته ببلادنا،، وعاصرت، حواضر العلم في وطننا العربي، كفاس، والقرويين، والازهر، وتنبكتو .. ولذلك فالمدينة تحتاج إلى دراسة تعرف بكل مرحلة، والتطور الذي حصل فيها، ورجالاتها، وروافدها العلمية التي ملأت مكتباتها من الاندلس، والمشرق العربي، وبلاد الحجاز... ولا بأس من اسناد الفضل لأهله المؤسسين للمدينة، ولكن جهود الآخرين مكمل للتعمير الذي وطنه من جاء بعدهم، وجاورهم من اجيال مجتمعنا العام الذي جعل من "شنقيط "المركز العام الذي ينطلق منه الحجيج، وإليه يعود ليشكل المركز عاملا للتفاعل مع الداخل والخارج معا في عطاء سخي، تليد وطريف كذلك .. وهذا يؤكد التصميم المستمر على مواجهة التحديات الداخلية البيئية، والعدوانية للمحتل البرتغالي الذي كان تدميره للمدائن الشاطئية، و المقاومة لاحتلاله، ولعل سيطرته التي أدت إلى تدمير المدائن، وهذا يفسر الهجرة إلى المناطق النائية عن الشواطئ، واستئناف المجتمع للظاهرة القبلية التي اختفت في مجتمع " المرابطون" طيلة حكمهم في عمارتهم الجنوبية منذ القرن الحادي عشر ألى الاحتلال البرتغالي في القرن السادس عشر.. وصاحب الاستئناف احضري في المناطق النائية توسيع الحواضر، والظاهرة القبلية ، كانتماء للمناطق باسماىها، والشخصيات القيادية والعلمية،، والقفزة النوعية من القرى التي كانت معروفة بالمراكز على اطراف الطرق التجارية... إلى حواضر كبيرة... وقد أرخ لنشأة تلك المراكز، وهي مدننا الأثرية اليوم في بعض المصادر التاريخية ب: (٦٦٠)هجرية، كمدينة ولاته، وتيشيت، و" شنقيط" المنارة العلمية التي كانت بيئتها المكانية، مختلفة عن هذا التصحر، والرمال الزاحفة التي دفنت احياء المدنية، ولما يظهر منها الا المنارة، التي عرفت إعادة بناء اكثر من مرة .. ...... ولذلك فالاهتمام بمدينة شنقيط، وقيمتها العلمية، والتاريخية، والحضارية،، تطالبني بالحاح اليوم لتكاتف الجهود للقيام بحملة للحفر عن الدور الردومة، وأحياء الدور العملي، وتنمية وظائفها، كمركز سياحي، وذلك لإخراجه من دائرة التهميش، والحد من طغيان الرمال، ودفنها لاحيائها، ومواكبة ذلك بجهود أخرى، كتشجير المدينة، وتشييد معالم سياحية فيها، كالفنادق، والأسواق،، والتعمير الديمغرافي.. ذلك ان الشيخ المؤسس رحمه الله، يكون الوفاء له داخل امتداده المجتمعي، بعمير هذه المدينة ، والحفاظ على هويتها المجتمعية، ورسالتها العلمية، ودورها الوظيفي في تنشيط الحركة العلمية، ولعل الحاجة ماسة الى ريادة النهضة المنتظرة،،وذلك تسليما بقوله تعالى:(( والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه)) صدق الله العظيم. اشيب أباتي