لوثة البُصاق ........ا

لوثة البُصاق
........ا
قبل أيام قصدتُ إحدى الإدارات العمومية لاستصدار ورقة إدارية، وأنا أصعد نحو الطابق العلوي لاحظتُ انتشارا لأثر البصاق يلوث حيطان الدّرج، منظر مقزز،..
انتظرتُ لوقت أمام باب المسؤول المعني بالورقة، بحجة أنه مشغول حسب الفراش، بعد برهة تفضل الفراش وأدخلي من تلقاء نفسه ودون إلحاح مني على المسؤول ، فوجدته مسترخيا مع من يبدو أنهم من ألفَته، يتضاحكون .. إلخ 
ألقيتُ التحية لم يجب عليها، وسألي عن غايتي، فأفصحت عنها، رنَّ على الفراش، لامَهُ بحضوري على ادخال "امْنادمه" دون إذنه،.. وأمره بتوجيهي إلى فلان،.. فلان مكتبه مغلق.. ونصحني الفراش الودود بالذهاب في حال سبيلي لأن المعني هذا خيط دخان، لا يُداوم إلا نادرا.

فوَّضتُ أمري إلى الله، ونزلتُ مع نفس الدّرج الملوث، وبَدت لي آثار البُصاق على الجدران أكثر كثافة هذه المرة.. لم أتضايق كثيرا من فشل مسعاي، لأني سأبحث عمّن يعرف المدير صداقة أو قرابة ليمنحني حقي الدستوري في الحصول على الورقة،.. وهو ما كان فعلا، فنحن أدرى بشِعابنا.

الطريف، وأنا أمرُّ على لوحة البُصاق المُقرفة، تذكّرتُ "اكْهوله" من أهل انشيري، كانو إگيلو عند كهلة قَريبه الْهم مصگوله حَدَّ الهَوس، ويَوْفَ لمگيل وهي تدعي اعليهم إمنين  يتنخمولها اعل اترابها الِّي اتظل اتْصُوصِي.. مره گال واحد منهم لوخر: «ما تبقي انگيلو اليوم امع افلانه»، گالو: « مانللَّ ، افلانه حد گيل امعاه فرظ اعليه إظل يِصرط انْخامه كيف الدّيك».

قلتُ في خَلدي الدولة على الأقل أرحم من الكهلة، تمنح المواطن حق البصق على الإدارة تلويثًا أو تنفيسًا، وتعفيه من اصريط انْخامه.

تحياتي.

إلى جيل اسناب: "إصَوْصِي" معناها "إطامِي" المأخوذة من Tamiser ، وتعني بالفصحى يَنْخَل ُويُغَربل.