حياكم الله،
الحملة بعد عشرة أيام:
1- حتى الآن تبدو الحملة أسوء حملة مرت بتاريخ البلد، فلا أفكار جديدة، بل ولا أفكار حتى، ولا إنفاق حيث كان الفقراء يستفيدون في هذا الموسم، ولا إثارة أيضا ولا تشويق،
2- حين سألتُ بعضهم في حملة غزواني عن السبب ردّ عليّ بمنتهى الصراحة ومنتهى الصفاقة أيضا: لأننا لا نخاف من الغزواني ولا نخاف عليه،،، ثم ضحَكَ طويلا يللي يعطيه السوسة،
3- لقد بدت الملاحظة ضاحكة فعلا، لكنها كانت تعبيرا صادقا عن حقيقة تفكيرهم، إنهم لا يخشون من الرجل لجهة العقوبة ولا يخشون عليه لجهة الهزيمة،
4- لا يخشون من أن يقيلهم او يسجنهم، ولا يخشون أيضا من أن يذهب إلى كوناكري، وحين يتوفر هذا الثنائي فظن "شرا" ولا تسل عن الخبرِ..
----------------ذ
ولنأت إلى ثاني أهم قوة سياسية في البلاد (تواصل) ومرشحه "أمادي":
5- إن ترشيح "أمادي" كان حركة بارعة من طرف الحزب، فالرجل من أصغر المترشحين سنا (ثانيا بعد المرشح العيد) ولديه سجل نظيف مع غير قليل من التقوى وعفة اللسان إذ لم يتدنس ببعض ضرورات السياسة ولم يمارس مسرحياتها، ولا يُمكن ان تشاهده إلا وهو مبتسم سوى إن يكن راكعا او ساجدا او قائما،
6- هذا عن المترشح فماذا عن من رشحه؟ يطرحه البعض موضوع انسحاب قيادات تاريخية من حزب تواصل وتأثير انسحابها على الحزب،
7- إن هذا التأثير عديم تماما حتى على عوائلهم ذاتها، فزوجة غلام وعائلته تواصلية ما تزال، وعائلة الدكتور الصوفي تواصلية، وزوجة جميل منصور نائب عن "تواصل" وهي السيدة الوحيدة التي تمثل مرشحا في حوار انتخابي، وولداه حزبيان ومنتظمان في خلايا حزبية وكلُ واحد منهما عضو في حملةٍ فرعية من حملات مرشح "تواصل"،
8- إنني اتحدى جميل منصور أن يأتي بصورة واحدة لزوجته او احد ابنائه في أي مبادرة او مهرجان او نشاط لدعم الرئيس غزواني، ومن لم يؤثر في عائلته فسوف يؤثر في من؟ إنهم يبيعون الوهم للرئيس غزواني يَا ونك يانا،
9- ثم إن هناك بعض المعطيات تخص "تواصل" لا بد من الانتباه اليها والتعاطي معها للوصول الى تحليل يمكنك من استقراء المستقبل:
أ) إن حزب "تواصل" هو حزب نشأ في تربة عقدية ويرتكز على برنامج عقدي، سياسي، اقتصادي، اجتماعي، وبالتالي لا تضره الانسحابات لأنها تكون دائما فردية حتى ان الزوج لا يؤثر في زوجته والوالد في ابنائه، فمن باب احرى ان يؤثر على كتلة او مجموعة او تيار،
ب) حزب "تواصل" سيكون هو الحزب الوحيد (عدا حزب الدولة) الذي يغطي تقريبا عموم الخريطة الوطنية، لذا سوف يحصل على أصوات في كل المكاتب تقريبا، قد لا تكون كثيرة، لكنني اتحداك ان تستخرج لي محضر تصويت في اي مكتب اقتراع ليست فيه اصوات للمرشح امادي..
ج) ارتفاع مستوى الوعي في صفوف ناخبي الحزب مما سيفرض غياب البطاقات اللاغية في أصواته (إن صوتا واحدا لتواصل يساوي مائة صوت لبيرام وخمسين صوتا لغزواني)
د) التواصليون الآن في تحد مع أنفسهم، الانسحاباتُ في صفوف قياداتهم تدفعهم لإثبات ان حزبهم هو مشروع متكامل تقويه الانسحابات اكثر مما تضعفه، إنهم يشعرون بحماس زائد وسوف يعملون بكل جهد لضمان تأكيد عدم تأثرهم سلبا بتلك الاسنحابات..
10- شخصيا ولمعرفتي بأساليب التواصليين وبقوتهم الحقيقية متأكد من أنهم يعدون لمفاجأة كبيرة ستجعل تذكرة مرشحهم نحو "كوناكري" على درجة رجال الأعمال متقدما على بقية المرشحين الذين سوف يتزاحم أغلبهم على مقاعد الدرجة الاقتصادية إن شاء الله ربنا،
------------ذ
بالنسبة للآخرين:
11- لو كانت الحملةُ حملةَ أفكار ومشاريع وبرامج لكانت حملة الاستاذ العيد والاستاذ سوماري تتنافسان على المركز الأول، فما ينشره شباب هتين الحملتين وما يرددونه في المهرجانات والأنشطة الانتخابية جدير (لو أننا في بلد غير البلد وناس غير الناس) ان تكون كل الرحلات الى كوناكري خالية من مرشحيهما،
12- في حملة الغزواني النسائية احضر معالي الوزير قريبته (من أم روسية) عن طريق القذف المظلي فأصبحت صاحبة الامر والنهي وهي التي لم تخض حملة من قبل ولم تشارك في اي نشاط،
13- الدكتورة صفية حبابَ التي تعاني الأمرين في هذه الحملة نتيجة وجودها مع صنف من غير فصيلتها، انجزت عملها الصعب وحين سلمته بدأ "ادچف" ليتم منعه (!!!)،
14- في لبراكنة أدى تناحر القيادات المحلية الى بزوغ نجم شباب جديد (محمدو بمب زيني مدير عام ONSRE مثلا) الذي وجّهَ طاقاته الهائلة وجهودَه الجبارة ليس لابتكار تطبيقات تكنولوجية جديدة تفيد البشرية بل لدعم مرشح السلطة (غزواني) وبذلِ الغالي والنفيس في إنجاحه..
15- ظهر الوزير السابق "محمد عبد الله ولد اوداعة ايضا وكأنه "واخظ من فم اسبع".. ربما يكون مستاءا من فترة توقيفه (خرج بريئا بحكمٍ قضائي وليس بقرار سياسي كما حدث مع ولد أجاي) فقط لأنه حُرِم من هوايته التقليدية في ممارسة السياسة خصوصا مع الدولة،
والحقيقة انه لا يزال رقما صعبا في ولاية لبراكنة خصوصا مقاطعة ألاگ معقله الرئيسي ومقاطعات الضفة (بوگى وبابابي تحديدا) حيث استثمر هناك بدون حساب وعقد تحالفات قوية مع العديد من رموز المقاطعتين خصوصا من شريحتي لكور ولحراطين الكريمتين.
16- كنت اتمنى ان أضيف بأن هؤلاء يتنافسون على تقديم لحوم الأضاحي وخيرات البر والبحر على الفقراء والمساكين الذين تكتظ بهم هذه الأرض، لكنني لم اعتد الكذب، إنهم لا يتنافسون إلا في السياسة وعلى السياسة ولأجل السياسة.
17- أخيرا، الصورة، في نواذيب وهي للمرشح "أمادي" ومعه السيدة "أم المؤمنين" زوجة السيد جميل منصور الناشط جدا في حملة "ولد الصالحين" الذي يبدو انه يتعرض لأكبر عملية "تملاح" عرفتها هذه الأرض!!
-------------ذ
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا.
تباخيات