يجتاحني كلما دارت بخاطري مدينة كيفة الحبيبة شوق غير عادي لأمي ( رحمها الله )وأبي الذي تربيت في كنفه المغفور له احمد ولد الحسن ذلك الرجل الجميل السخي الكريم .ويزداد ذلك الشوق عندما اريد أن أكتب عن رجل من مدينة كيفة الحبيبة كان والدي احمد ولد الحسن يتحدث عنه بود وصدق مشاعر انه الطبيب الإنسان:محمد(ميشل) فرجس الذي ظل يساعد الآخرين بصمت طوال حياته مع شخصه المتواضع المهيب والمؤثر والذي يستمطر الحنان والمودة لكل أم واخ وطفل، فيقول للمرأة أمي وللرجل اخي وللصبي ابني …
لم يشترط لونا أوجنسا اوجهة، فتجاوز الشعارات والاصطفافات؛ عاش لغيره وليس لنفسه فقد نذر حياته لخدمة الآخرين، قريبا من المطحونين والمهمشين و كأنه منهم، وفعلا يصعب اختزال الحديث عنه في بضع كلمات ،فكان مأمول الخير مأمون الشر ،لا يتبرم بكثرة زواره من المرضى، متواضع في شرف، أكل أهل كيفة ملحه وأكل ملحهم،ظل ثابتا كنخلة سامقة ، لا تهزه ريح ولا تغويه وعود… الى أن دفن بأرض كيفة في مقبرة اكراج (الطلحيات ) لينعم بكل الأرض التي أحبها واحبته .واختم هنا بالقصة الشهيرة التي حدثت له مع احد سكان المدينة عندما استوقفه في الطريق وحمله معه ،كعادته في حمل كل من يستحمله،واثناء الطريق كان الرجل يستلذ بكلام يسيئ فيه … فما كان من مشل إلا أن اوصل الرجل لوجهته مقدما له من جيبه هدية هزمه بها وتركه يكرر بعد أن عرفه: والله إن هذا الرجل لمن نبتة مباركة فليس من رأى كمن سمع…
اشكر كل الذين يشتركون في اللقاء الجميل من أجل الترحم على روح المغفور له محمد مشل غفر الله لنا وله ولوالدينا ولجميع المسلمين، ودام حبل الوفاء والمحبة، الذي سأظل وفيا له مثل ماكان المرحوم وفيا
لقول ابن القيم رحمه الله:
ولله أفراحُ المحبّين عندما * يخاطبهم من فوقهم ويُسلّمُ
ولله أبصار ترى الله جهرة * فلا الضيم يغشاها ولا هي تسأم
فيا نظرة أهدت إلى الوجه نضرة * أمِن بعدها يسلو المحب المتيّم
فإن ضاقت الدنيا عليك بأسرها * ولم يك فيها منزل لك يُعلم
فحَيِّ على جنات عدن فإنها * منازلنا الأولى وفيها المخيّم…
يحيى ولد بيّان