الداعية المغفور له بإذن الله عبد العزيز سي في خانة الساطع (رجال في الموقع)

السيرة والمسيرة للداعية المغفور له بإذن الله عبد العزيز سي/ في قرية انتيكان بولاية الترارزة وفي سنة 1943 التقط الشيخ عبد العزيز أولى صور الحياة، وفي أحضان أسرة علمية، درس عبد العزيز على والده القاضي الحاج أبو بكر سي، قبل أن ينتقل إلى علماء آخرين من مجتمع الفلان الذي ينتمي إليه، وتحمل في سبيل طلب العلم الكثير من المشاق والمصابرة، حيث انتقل إلى الشيخ محمد أحمد سه الدمتي الذي درسه القرآن الكريم لمدة 5 سنوات من 1953 حتى 1958 ، قبل أن يغادره إلى الشيخ القاضي محمد الحاج صو في بوغي، ودرس عليه خمس سنوات إضافية حصل فيها إجازات عالية في القرآن الكريم. وتواصل شغف الشيخ عبد العزيز بالعلم ليقوده إلى الشيخ أحمد عبد الله باه المعروف بأحمد نين في كيهيدي وعلي يده درس الشيخ العلوم الشرعية واللغوية إلي أن أكمل وأتم دراسة كل البرامج والمقررات التي تُدرس في هذه المحظرة العريقة حيث أجازه في الفقه المالكي وتعتبر هذه المحظرة من أعرق وأكبر المحاظر التي تخرج منها أغلب علماء وأئمة فوتا المعاصرين. وبعد أن أكمل الشيخ دراسته التقليدية في المحاظر بتحصيل إجازة في القرآن وأخرى في العلوم الشرعية، رجع الشيخ إلي القرية وزاول فيها عدة أنشطة مختلفة كالتجارة والفلاحة وذلك للفترة ما بين:1968 إلي 1978 الميلادي، قبل أن يلتحق بالمعهد العالي للبحوث والدراسات الإسلامية عام: 1980و الذي تخرج فيه سنة 1984 بشهادة الليصاص في الفقه وأصوله(شعبة القضاء). القاضي الورع دخل الشيخ عبد العزيز سي القضاء من بابه الواسع، وذلك بعد تخرجه من المعهد العالي وذلك من:1/8/1984 إلي 30/11/1984 يعني لمدة 11 شهرا تقريبا، ثم نقل من روصو إلى العاصمة نواكشوط ليتولى منصب نائب المدعي العام لدى المحكمة العليا بالعاصمة لفترة زمنية قصيرة جدا، غير أن نابتة الورع الضاربة في فؤاد الشيخ جعلته يبتعد عن القضاء بسرعة، ليحتضنه المسجد المغربي عين إماما راتبا وخطيبا في مسجد الحسين المعروف بمسجد المغرب ( الجامع المغربي الكبير رقم2 في نواكشوط)وفور تعيينه في المسجد أسس به محظرة لتحفيظ القرآن وتدريس العلوم الشرعية واللغوية، وبقي فيها إلي أن توفاه الله تعالي. وكان للشيخ حضور قوي في المؤسسات العلمية والدعوة في البلد وقد كان للشيخ رحمه الله تعالي بالإضافة إلى الوظائف السابقة أعمالا أخرى كثيرة، فقد كان عضوا في عدة لجان ومجالس في الدولة منها على سبيل المثال: – عضو سابق في اللجنة المكلفة بالاقتراحات الكفيلة بتطبيق الشريعة الإسلامية في البلد آنذاك. – عضو المجلس الإسلامي الأعلي – عضو ممثل للمجلس الإسلامي الأعلى في لجنة الشفافية المالية لمراقبة الحياة العمومية. – عضو سابق في المكتب التنفيذي للجمعية الثقافية الإسلامية في موريتانيا. – عضو سابق في إدارة مجلس الأوقاف في البلد – عضو في لجنة المسابقات القرآنية لاختيار ممثلين للبلاد في المسابقات القرآنية الدولية. – نائب لرئيس اللجنة المركزية لمراقبة الأهلة… – نائب رئيس اللجنة الفنية المكلفة بفض ما يحدث من نزاعات حول المسؤولية عن المساجد والقيام عليها وتولى إمامتها. كما شارك الشيخ رحمه الله تعالي في عدة ملتقيات ومؤتمرات دولية وإقليمية من أشهرها: · مؤتمر الأديان والسلام، المنظم في الاتحاد السوفياتي سابقا، ممثلا لموريتانيا سنة 1986. · الملتقي العالمي الأول لخطباء الجمعة المنظم في المملكة المغربية الشقيقة. · الملتقى العالمي للتصوف المنظم في طرابلس سنة 1994م · ملتقى علماء غرب إفريقيا المنظم في السنغال سنة 2010م. رجل القرآن الكريم لقد ترك الشيخ رحمه الله آثارا عظيمة تدل وتبرهن علي اهتمامه الأول والأخير وعلي الرسالة التي اختار أداءها في هذه الحياة ( الدعوة إلي الله تعالي) حيث كرس الإمام والداعية الشيخ عبد العزيز سي حياته كلها في خدمة الدين وتعليم القرآن الكريم ونشر العقيدة الصحيحة والسنة النبوية الشريفة، فتفرغ تفرغا كاملا للدعوة إلي ومن تلك الآثار المالثة · عدة محاظر لتدريس القرآن الكريم وعلومه، إحداها في حي الدار البيظة وهي المحظرة التي أنشأها الشيخ في عام 1985 أي مباشرة بعد توليه إمامة مسجد الحسين ( مسجد المغرب) سماها ” محظرة أبي بكر الصديق “وتفرغ لها تفرغا كاملا لعدة سنوات وأنفق فيها الغالي والنفيس من وقته وماله، وقد ظلت مقر المحظرة في ساحة المسجد منذ نشأتها إلي سنة 2009 حيث تم نقلها إلي حي الدار البيظ في الميناء إثر أشغال ترميم المسجد، ويدرس في المحظرة حاليا أكثر من مأتي طالب وطالبة حيث بلغ عدد طلاب المحظرة المتفرغين حسب نتائج أحد الإحصاءات الإدارية للمحاظر والمساجد التي عثرنا عليها ( 204طالب) · وقد تخرج من المحظرة مجموعة كبيرة من طلاب العلم وشيوخ المحاظر وأئمة المساجد من مختلف الجنسيات من كل أنحاء إفريقيا الغربية والشمالية منها يفوق عددهم العشرات، منهم علي سبيل المثال لا الحصر: 1. د/ محمد حبيب الله سي، مدير مجمع دار الإيمان التربوي الإسلامي بداكار، دكتوراه في الإدارة التربوية. 2. عبد الكريم لي، شيخ محظرة في ول ينج، بولاية كوركول ( كيهيدي) 3. محمد نذير سي شيخ في مدينة بوكي جو في جنوب سنغال. 4. الشيخ عمر سي بيدي، إمام جامع الإنابة وشيخ المحظرة بها. 5. عبد الرحمان علي جاه وإمام وخطيب مسجد السنة بحي سوكوجيم ك 6. عمر عبد القادر جالو شيخ محظرة بغينيا كوناكري. 7. عمر محمود با شيخ محظرة في قرية اشويف 8. السالم ولد سيد أحمد إمام وشيخ محظرة جامع عبد الله ابن مسعود بالرياض 9. عمر جالو شيخ محظرة بالرياض كذلك 10. موسي ولد مولود إمام مسجد في الميناء 11. الشيخ البكاي …إمام مسجد بالميناء 12. إبراهيم عمر سي إمام مسجد في قرية قرل بكرسي 13. عبد العزيز إبراهيم سي شيخ محظرة في السبخة 14. أحمد التجاني ديه، شيخ محظرة وإمام جامع في كيفه. 15. إبراهيم با شيخ محظرة في ساحل العاج… 16. عبد الله صو، شيخ بكاوي شمال مالي. 17. مدن انجان شيخ محظرة أبي دجانة بالرياض. وغيرهم من الدعاة والأئمة وشيوخ المحاظر الذين تخرجوا علي يد الشيخ رحمه الله تعالي، أصبح بعضهم موظفين في الدولة في قطاعي التعليم والقضاء، علما بأن خريجي المحظرة من الأجانب فقط يفوق 20 طالبا. – محظرة بكارفور وقد أنشأها الشيخ مؤخرا ويبلغ عدد طلابها 20 طالبا. – محظرتين في قريتي تيكان وقرل بكرسي – وخلف الشيخ مئات من الخطب المنبرية في مختلف المواضيع الدينية والاجتماعية. – ويوجد له عدة تسجيلات لعدة حلقات وبرامج إذاعية إرشادية ودعوية…كحلقات برنامج من هدي القرآن التي كان يقدمها عبر إذاعة القرآن الكريم، والدروس الإرشادية الأسبوعية باللغة البولارية عبر الإذاعة الرسمية – وقد كان الشيخ سببا في قيام عدة محاظر في العاصمة انواكشوط وفي المدن الداخلية،حيث كان يكفل – بمجهوده الخاص وبمساعدة بعض المحسنين أحيانا- عددا كبيرا من شيوخ المحاظر ومدرسي حلقات التحفيظ. رجل الدعوة التحق الشيخ عبد العزيز باكرا إلى صفوف الحركة الإسلامية في موريتانيا وكان أحد الأوجه العلمية والدعوية في الجمعية الثقافية الإسلامية، وبعد الأزمات التي تعرض لها التيار الإسلامي اختار الشيخ سي منهج جماعة الدعوة والتبليغ، وجاب موريتانيا طولا وعرضا داعيا للخير ومعلما للقرآن وداعيا إلى الله بالحسنى، يحبب الخير إلى الناس بحاله قبل مقاله. ويجمع زملاء الشيخ في الدعوة وتلامذته على أن عبد العزيز سي أنه كان رأسا في الزهد وقدوة في الورع وفريدا في مناصحة الناس وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، متواضعا ناصحا أمينا، داعيا إلي الله في السر والعلن ومهموما بأمور المسلمين وأحوالهم كريما جوادا واصلا لرحمه، ناشرا للعلم حيث سخر كلما آوتي من قواه المادية والبدنية لنشر العلم وخدمة الدين رحمه الله تعالي. حــــوى عـــبـــد العـــزيــز مـن المـــعـــالــــي يُشـــار إلــيْـــه بالتعْــــيـــــم دوْمـــــــــــــــــا لــه في رفـــــــــعــــــــــة الأخـــــــــلاق شـــأْ ء طبيعتـــــــــه السمــــاحة في وفــــــــــــــــــاء